Telegram Group & Telegram Channel
📝

صـ [2/1]


قرأتُ للأستاذ الفاضل محمد إلهامي -حفظه الله- في شأن غزوة الحادي عشر من سبتمبر قولَه: [ لدينا مواقف شبيهة عبر التاريخ تخبرنا بأن الانتصارات في هذا المجال كانت متضخمة في أذهاننا.. مثل الحادي عشر من سبتمبر، لا شك أن بعض الناس أسلموا واكتشفوا حقيقة أمريكا، لكن الذي حصل عمليا وعلى واقع الأرض أن كانت موجات الإسلاموفوبيا أضخم بكثير، كذلك كانت الإجراءات الأمنية والحربية التي اجتثت المسلمين أضخم بكثير.. ولا ريب أن المحصلة النهائية لم تكن في صالحنا. ] اهـ

ولقد استوقفني رأيُه هذا -وفقه الله- لِمَا سأذكرُه الآن، فلستُ ممن يتشدد في النكير على من لا يتفق مع المستند الشرعي لهذه الغزوة المباركة، أو انطلاقًا من ميزان المصالح والمفاسد، فالأمر خاضعٌ للنظر؛ وفيه سَعة، شرطَ أن يُقرّ المنكِرُ كذلك بأنّ القضيةَ مَبناها الاجتهاد، اللهم إلا من كان يُنكر على المجاهدين رأيَهُم واجتهادَهُم مسارعةً في الطواغيت وخَطبًا لوُدّهِم، أو كان ممن ألغى عقله وصدّق ترّهات نظرية المؤامرة؛ وأن هذه الغزوةَ التاريخية افتعلها الأمريكان أنفُسُهم! فهذه الأصناف لا ينبغي معهم إمرارُ آرائهم الفاسدة؛ نصرةً لأهل الثغور واختياراتِهِم.

أما الذي استوقفني في حديث الأخ الكريم هو سياقُ حديثِه الذي أبدَى فيه رأيَه هذا، فلقد كان السياقُ متعلقا بموقفه المؤيد لغزوة طوفان الأقصى المباركة وما تلاها، والغريبُ أن تأييدَه لهذه الغزوة ونُصرتَه لأصحابِها يَلزم منه -على الأقل- عدم النكير على غزوة الحادي عشر من سبتمبر وأصحابِها، هذا إن لم يكن موقفُه من الغزوتين المباركتين متوافقا؛ خروجا من لازِم التناقض.

فمما يبدو من حديث الأستاذ محمد أن عواقب غزوة منهاتن هي التي جعلته يُغلّب جانب الإنكار، أي أنّ مفاسِدًا ترتبت على الغزوة رجَحت عنده على مصالحِها؛ من وجهة نظره، وهذا حقه؛ ورأيُه واختيارُه الذي وجده أقربَ إلى الصواب، لا ضير، وأحسب الأخ الفاضل ليس ممن يتبع هواه، لكن السؤال الذي يَطرح نفسَه: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟! فالأسباب والدوافع للغزوتين مع حجم العمل مع نتائج كليهما تكاد تتطابق من نواحٍ عديدة!

بل غزوة الحادي عشر من سبتمبر لعلها تَفضُل غزوة طوفان الأقصى بأن الأُولى كان الهدف منها تحقيق بالغ النكاية في الصليبيين مع جرّهم إلى استعجال خططهم في الغزو ليَحصُل الارتباك؛ كما صرّح المجاهدون فيما بعد، وبعيدا عن موافقة ذلك أو مخالفَتِه إلا أنه قد حصل، أما غزوةُ طوفان الأقصى المباركة فلقد كان الهدف منها إشعال معركة التحرير مع بقية الساحات، وهذا إلى الآن لم يتحقق بسبب غدر محور الشر الإيراني وحِزبه اللبناني من جبهة الشمال وخيانة السلطة الفلسطينية العلمانية الصهيونية في الضفة الغربية، إضافةً إلى تآمر طواغيت الحكم العلمانيين؛ خاصةً في أنظمة الطوق، ولعل الله أراد ذلك لحكمته البالغة، وأن الخير قادمٌ في قابل الأيام بإذنه؛ من حيث لم يحتسب المجاهدون.

ومن أقدار الله أنني كتبتُ عن نفس القضية مقالا عن تشابه الغزوتين في العديد من الجوانب، تحت عنوان:
غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوةُ طوفان الأقصى وغزوةُ الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن

وقد نشرتُه -بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى- عبر مجلة "بلاغ" الشهرية؛ وعبر قناتي هذه على تطبيق تلجرام، وفيه ذكرتُ ما ظهر لي من تشابهٍ بين الغزوتين في أربعة عشر وجها، وأظنه كافٍ للرد على الأخ الكريم الأستاذ محمد إلهامي وفقه الله لكل خير، فلو أنه مخالِفٌ لكلا الاجتهادَيْن لكان ذلك متّسِقًا، أما موافقةُ واحدٍ ومخالفةُ الآخَر رغم اتفاق كليهما في نفس علة المخالَفة فهذا لم يتيسّر لي فهمُ الوجه الذي انطلق منه صاحبُنا، ويبقى السؤال مطروحا: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟!



يُتبَع صـ [2/2]



tg-me.com/abomoaaz83/514
Create:
Last Update:

📝

صـ [2/1]


قرأتُ للأستاذ الفاضل محمد إلهامي -حفظه الله- في شأن غزوة الحادي عشر من سبتمبر قولَه: [ لدينا مواقف شبيهة عبر التاريخ تخبرنا بأن الانتصارات في هذا المجال كانت متضخمة في أذهاننا.. مثل الحادي عشر من سبتمبر، لا شك أن بعض الناس أسلموا واكتشفوا حقيقة أمريكا، لكن الذي حصل عمليا وعلى واقع الأرض أن كانت موجات الإسلاموفوبيا أضخم بكثير، كذلك كانت الإجراءات الأمنية والحربية التي اجتثت المسلمين أضخم بكثير.. ولا ريب أن المحصلة النهائية لم تكن في صالحنا. ] اهـ

ولقد استوقفني رأيُه هذا -وفقه الله- لِمَا سأذكرُه الآن، فلستُ ممن يتشدد في النكير على من لا يتفق مع المستند الشرعي لهذه الغزوة المباركة، أو انطلاقًا من ميزان المصالح والمفاسد، فالأمر خاضعٌ للنظر؛ وفيه سَعة، شرطَ أن يُقرّ المنكِرُ كذلك بأنّ القضيةَ مَبناها الاجتهاد، اللهم إلا من كان يُنكر على المجاهدين رأيَهُم واجتهادَهُم مسارعةً في الطواغيت وخَطبًا لوُدّهِم، أو كان ممن ألغى عقله وصدّق ترّهات نظرية المؤامرة؛ وأن هذه الغزوةَ التاريخية افتعلها الأمريكان أنفُسُهم! فهذه الأصناف لا ينبغي معهم إمرارُ آرائهم الفاسدة؛ نصرةً لأهل الثغور واختياراتِهِم.

أما الذي استوقفني في حديث الأخ الكريم هو سياقُ حديثِه الذي أبدَى فيه رأيَه هذا، فلقد كان السياقُ متعلقا بموقفه المؤيد لغزوة طوفان الأقصى المباركة وما تلاها، والغريبُ أن تأييدَه لهذه الغزوة ونُصرتَه لأصحابِها يَلزم منه -على الأقل- عدم النكير على غزوة الحادي عشر من سبتمبر وأصحابِها، هذا إن لم يكن موقفُه من الغزوتين المباركتين متوافقا؛ خروجا من لازِم التناقض.

فمما يبدو من حديث الأستاذ محمد أن عواقب غزوة منهاتن هي التي جعلته يُغلّب جانب الإنكار، أي أنّ مفاسِدًا ترتبت على الغزوة رجَحت عنده على مصالحِها؛ من وجهة نظره، وهذا حقه؛ ورأيُه واختيارُه الذي وجده أقربَ إلى الصواب، لا ضير، وأحسب الأخ الفاضل ليس ممن يتبع هواه، لكن السؤال الذي يَطرح نفسَه: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟! فالأسباب والدوافع للغزوتين مع حجم العمل مع نتائج كليهما تكاد تتطابق من نواحٍ عديدة!

بل غزوة الحادي عشر من سبتمبر لعلها تَفضُل غزوة طوفان الأقصى بأن الأُولى كان الهدف منها تحقيق بالغ النكاية في الصليبيين مع جرّهم إلى استعجال خططهم في الغزو ليَحصُل الارتباك؛ كما صرّح المجاهدون فيما بعد، وبعيدا عن موافقة ذلك أو مخالفَتِه إلا أنه قد حصل، أما غزوةُ طوفان الأقصى المباركة فلقد كان الهدف منها إشعال معركة التحرير مع بقية الساحات، وهذا إلى الآن لم يتحقق بسبب غدر محور الشر الإيراني وحِزبه اللبناني من جبهة الشمال وخيانة السلطة الفلسطينية العلمانية الصهيونية في الضفة الغربية، إضافةً إلى تآمر طواغيت الحكم العلمانيين؛ خاصةً في أنظمة الطوق، ولعل الله أراد ذلك لحكمته البالغة، وأن الخير قادمٌ في قابل الأيام بإذنه؛ من حيث لم يحتسب المجاهدون.

ومن أقدار الله أنني كتبتُ عن نفس القضية مقالا عن تشابه الغزوتين في العديد من الجوانب، تحت عنوان:
غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوةُ طوفان الأقصى وغزوةُ الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن

وقد نشرتُه -بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى- عبر مجلة "بلاغ" الشهرية؛ وعبر قناتي هذه على تطبيق تلجرام، وفيه ذكرتُ ما ظهر لي من تشابهٍ بين الغزوتين في أربعة عشر وجها، وأظنه كافٍ للرد على الأخ الكريم الأستاذ محمد إلهامي وفقه الله لكل خير، فلو أنه مخالِفٌ لكلا الاجتهادَيْن لكان ذلك متّسِقًا، أما موافقةُ واحدٍ ومخالفةُ الآخَر رغم اتفاق كليهما في نفس علة المخالَفة فهذا لم يتيسّر لي فهمُ الوجه الذي انطلق منه صاحبُنا، ويبقى السؤال مطروحا: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟!



يُتبَع صـ [2/2]

BY الزبير أبو معاذ الفلسطيني


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/abomoaaz83/514

View MORE
Open in Telegram


الزبير أبو معاذ الفلسطيني Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Export WhatsApp stickers to Telegram on Android

From the Files app, scroll down to Internal storage, and tap on WhatsApp. Once you’re there, go to Media and then WhatsApp Stickers. Don’t be surprised if you find a large number of files in that folder—it holds your personal collection of stickers and every one you’ve ever received. Even the bad ones.Tap the three dots in the top right corner of your screen to Select all. If you want to trim the fat and grab only the best of the best, this is the perfect time to do so: choose the ones you want to export by long-pressing one file to activate selection mode, and then tapping on the rest. Once you’re done, hit the Share button (that “less than”-like symbol at the top of your screen). If you have a big collection—more than 500 stickers, for example—it’s possible that nothing will happen when you tap the Share button. Be patient—your phone’s just struggling with a heavy load.On the menu that pops from the bottom of the screen, choose Telegram, and then select the chat named Saved messages. This is a chat only you can see, and it will serve as your sticker bank. Unlike WhatsApp, Telegram doesn’t store your favorite stickers in a quick-access reservoir right beside the typing field, but you’ll be able to snatch them out of your Saved messages chat and forward them to any of your Telegram contacts. This also means you won’t have a quick way to save incoming stickers like you did on WhatsApp, so you’ll have to forward them from one chat to the other.

الزبير أبو معاذ الفلسطيني from ms


Telegram الزبير أبو معاذ الفلسطيني
FROM USA